إن أحدهم اذا أراد الموازن ةبين مستبدين كنيرون وتيمور مثلا, يكتفي أن يوازن درجة ما كانا عليه من الحذر والتحفظ.
و إذا أراد الموازنة بين عادلين كأنو شروان و عمر الفاروق, يوازن بين مرتبتي أمنهما في قومهما.
إن خير ما يستدل به على درجة استبداد الحكومات, هو تغاليها في شنآن الملوك, و فخامة القصور, و عظمة الحفلات, و مراسيم التشريفات ونحو ذلك من التمويهات التي يسترهب بها الملوك رعاياهم عوضا عن العقل. وهذه التمويهات يلجأ اليها المستبد كما يلجأ قليل العز للتكبر, وقليل العلم للتصوف, و قليل الصدق لليمين, وقليل المال لزينة اللباس.